"من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد"، هكذا تحدث أحد الشعراء عن أسباب الموت، وفي شاطئ النخيل "مثلث برمودا" الإسكندرية يموت كثيرون الأخر دون معرفة سبب واضح لذلك، تبتلع المياه العشرات سنويا، ففي أخر إحصائية غرق قرابة ألف شخص منذ عام 2008 وحتى الآن، دون تحديد السبب أو المتسبب في هذه الحوادث، ما بين بحر هائج وأمواج عالية ووقت غير مناسب للسباحة، وعدم وجود إنقاذ في الشواطئ المغلقة من الأساس، كل هذا يدعونا للتساؤل من المسئول عن تسلل المواطنين لشواطئ الإسكندرية.
وبعد مرور أسبوعين من فاجعة شاطئ النخيل، التي تسببت في غرق 11 شخصًا، ابتلعت مياه شاطئ الصفا، الذي يبعد حوالي 3 كيلومترات عن شاطئ النخيل، أربعة أشخاص من أسرة واحدة، ثلاثة أشقاء وابن خالتهم، وذلك بعدما تسللوا فجرًا إلى داخل الشاطئ، رغم قرار إغلاق الشواطئ منذ مارس ماضي.
"أغلب الغرقي من رحلات اليوم الواحد الذين لا يعرفون تضاريس المكان ولا المواعيد ولا الأماكن المناسبة للسباحة،" كان هذا رد أحد سكان شاطئ النخيل، مشيرًا إلى أن سكان المدينة أقل عرضة بكثير لحوادث الغرق.
وقال اللواء جمال رشاد، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية وكيل الوزارة، أن شواطئ الإسكندرية مغلقة تماما منذ ١٩ مارس الماضي بقرار من رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ولكن البعض لا يزال يصر على خرق اللوائح والقرارات التي صدرت في الأصل لحماية المواطن، مشيرًا إلى أن البعض يصر على التسلل ليلا وفجرا للشواطئ رغم إغلاقها وعدم وجود خدمات الإنقاذ.
اقرأ أيضا:
وأكد رشاد إنه تم إغلاق جميع الشواطئ المأهولة، أي التي لها مستأجر ولها أسوار وعددها 61 شاطئا بالإسكندرية، وطولها حوالي 42 كم من أول أبوقير شرقًا وحتى ابوتلات غربا بالإضافة إلى شواطئ الساحل الشمالي.
وأوضح أن الشواطئ غير المأهولة والتي لا أسوار لها، بطول حوالي 30 كم تمثل تحديًا كبيرًا وبخاصة في أيام العطلات والإجازات، فشواطئ مثل أبوقير والعجمي البيوت موجودة مباشرة على الشاطئ، مضيفًا حتى بعد تفريق الجمهور، ينتظر البعض خارج الشواطئ حتى تحرك الحملة وانصرافها ويعودون مرة أخرى للشاطئ.
وعلل رشاد ذلك بأنهم يتسللون مبكرًا قبل وصول الأجهزة التنفيذية ومفتشي الإدارة المركزية للسياحة والمصايف لإخلائها، مضيفًا أن غرقى شاطئ النخيل والصفا تسللوا إلى الشاطئ قبل الفجر هربًا من الملاحقات.
وناشد رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف، المواطنين تنفيذ تعليمات مجلس الوزراء بعدم التواجد على الشواطئ ومخالفة التعليمات، حرصا على سلامة الجميع.
من جانبه قال الكابتن إيهاب المالحي، كبير غواصي الإسكندرية، إن البحر عالٍ جدًا هذه الأيام، وبالأخص فى العجمي والساحل الشمالي، مناشدًا المواطنين بعدم النزول إلى الشواطئ.
أكد ياسر شبيني، من الإسكندرية، وأحد الملاك بالمدينة، إن الشاطئ مفتوح وبدون رسوم، وذلك بعد هدم بوابات مدينة 6 أكتوبر حيث يقع الشاطئ، وهو ما يسهل من عملية تسلل المواطنين إلى الشاطئ، فالشاطئ مفتوح وعلى أطراف المدينة على عكس باقي الشواطئ داخل المدينة.
وفي هذا أكد غالبية أهالي النخيل أن حوادث الغرق تكون بين القادمين من المحافظات المجاورة في رحلات اليوم الواحد، حيث يصل القادمين ليلًا، وينزلون مباشرة إلى الشاطئ، بسبب عدم وجود بوابات على مدينة 6 أكتوبر، وذلك بدون مراعاة لأدنى عوامل الأمن أو السلامة، حيث يبدأ رجال الإنقاذ عملهم في الثامنة صباحًا.
وقال أسامة صبحي، ضابط بالمعاش، في تصريحات لـ صدى البلد، مقيم بالنخيل، وأحد الملاك بمدينة 6 أكتوبر منذ 10 سنوات، إن المشكلة الأساسية عدم وجود بوابات للمدينة فأصبح دخول رحلات اليوم الواحد يمثل عبئًا كبيرًا على السكان.
وأشار صبحي إلى أن القادمين في هذه الرحلات لا يعرفون طبيعة المكان ولا الأماكن الأمنة للاستحمام داخل الشاطئ، الذي يختلف كثيرًا عن العوم في الترع أو النيل الموجود في محافظات الدلتا، إذ لا يوجد هناك سحب ولا مد ولا جزر، ولكن في شاطئ مثل النخيل، يصل ارتفاع الموج أحيانًا إلى ثلاثة أمتار مثلما حدث يوم الجمعة الماضي
.
وأضاف صبحي أن أغلب المصطافين من رحلات اليوم الوحد ينزلون إلى الشاطئ ليلًا في عدم وجود منقذين وعدم وجود رؤية للأماكن المسموح بها للنزول إلى الشاطئ، وكذلك عدم وجود رؤية لارتفاع الأمواج
وتابع قائلًا: "إننا كسكان بالمدينة نعرف الطبيعة الحذرة للشاطئ حيث لا يسمح بالعوم بين حواجز الأمواج، فعندما تكون الأمواج عالية نلتزم بعدم النزول إلى الشاطئ، حرصًا على سلامتنا وسلامة أول
ادنا".
وقال العميد محمد علاء فتحي، مراقب شواطئ قطاع العجمي، إن الإدارة المركزية للسياحة والمصايف، قررت إرسال مراقبين من الإدارة طوال 24 ساعة على مدار اليوم، حيث وضعت 3 ورديات على مدار اليوم لمنع أي شخص من النزول إلى الشاطئ.
وأضاف أن الشاطئ مغلق بقرار من النيابة حتى في حال تقرر فتح الشواطئ، لحين الوفاء باشتراطات السلامة داخل الشاطئ، من منقذين على أعلى مستوى، وأبراج المراقبة مع وجود لافتات وأعلام وتعليمات ملزمة للجميع منعًا لهذه الحوادث المؤسفة من التكرار. وذلك حتى يستطيع المواطنين السباحة بسلام بداخله.